قصص الخريف

الاثنين، 16 أكتوبر 2017

من أنوار الأئمة ...

والإمام الشافعى ياولدى كان يقول :
"إن كنت ف الطريق إلى الله فأركض .. و إن صٌعب عليك فهرول .. و إن تعبت فإمشى .. و إن لم تستطع كل هذا فسر و لو حبوا .. و لكن إياك و الرجوع . "
فالله يا ولدى إن ألان قلبك بالطاعات فإنه يحبك ،
وإن أعطاك رفيقا يشد على يديك للصلاح فإنه يحبك ،
وإن ناداك فجرا كى تستفق وتستوى بين يديه وحدك فإنه يحبك ،
وإن زاد عليك فى البلاء فإن أصل البلاء إبتلاء لأنه يحبك ،
وإن أعطاك وإن منعك فإنه يحبك ،
فلا تكونن غافلا عن حب الله . ولكن كن عونا لقلبك فى الطاعات ؛
فحب الله لا يقابل إلا بالحب . لمن يعى ~~~ !
فاركض إليه . وامتثل . واستقم ؛
تنجو ...!
مرسلة بواسطة Unknown في 2:58 م ليست هناك تعليقات:
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest

" صلاة لم تنفعنا 3 "

- صباح الورد من بيروت . أنا الصحفى : عدنان الأمين ,
 أكتب الآن من شرفة مكتبى المطل على البحر , أنتظر فتاتى الجميلة , زوجتى الناعمة , تأتى , تقبل جبهتى , تباركنى بحنوها , فأبدأ صباحى ....
زوجتى تصغرنى بخمسة عشر عاماً , تعمل معى هنا , هى الأقرب من النفس للنفس ومن الروح للروح , أعهدها دوماً ناضجة راقية كبحر بيروت , دافئة كطفلٍ , حكيمة كأم ,
أما أنا فكما وعدتها أول مرة , أنا الزوج والأب والحبيب الذى لن يقسو أبداً على قلبها المبارك , وقلب طفلتينا الجميلتين ...

- أنا هنا , لقد أتيت يا عزيزى
ها هى قبلتى على جبينك الوردى , صباحك خير .
أما اليوم يا أستاذى الفاضل وزوجى الجميل ؛ فإنى أستأذنك أن أغادر العمل باكراً , فإن شقيقتى ستصل اليوم لمطار بيروت وعلىَّ بالطبع أن أستقبلها وأصطحبها إلى المنزل .
- آه . أخيراً ستأتى سلمى ويسكن قلبك يا حبيبتى ويطمئن ,
أعلم كم إشتقتى إليها ولكن , بالطبع ياحلوتى لن أتركك تذهبين بمفردك وأنتِ تشعين نوراً هكذا ...
- ستأتى معى ؟
- بالطبع , وهل وحدك من اشتقتى لسلمى ؟
أنا أيضاً اشتقت إليها كثيراً وزهرتان المنزل سيصيبهما الجنون حين تأتى إليهما خالتهما التى ينتظرانها كل عام :)
- حزرت . إذن لنحتسى كوباً من القهوة ونذهب سريعاً كم انتظر لقائها بفارغ الصبر !
- وبالطبع هى كذلك , تشتاقك حد الموت يا سليمى ..
                                                       .........
                                                     
- تسألنى الآن كيف التقيت بسليمى وتزوجتها ؟
حسناً , قد كان هذا منذ مايقرب من اثنتى عشرة عاماً ,
حيث التقيتها أول مرة فى معرض الكتاب بمصر , وقد كنت هناك وقتئذٍ أقوم بلقاء أأتى من أجله كل عام , حيث أسجل لقاءات مع أفضل كتاب المعرض لتلك السنة , وأتطلع على الكثير من الأعمال المقدمة حديثاً وأختار من بينها عملاً واحداً مميزاً أكتب عنه فى جريدتى ببيروت , وكان للجريدة جمهورها الكبير من كل أنحاء العالم ممن ينتظرون مقالى السنوى من المعرض !
وكانت سليمى قد أتت إلى المعرض هذه المرة , لا لتقابل أحد الكتاب , ولا لتنل توقيعاً , ولا لتشترى كتباً أو تحضر إحدى الندوات , بل جاءت فقط لتلتقينى ...!

                                                     ..........
-أجل بالطبع ذهبت كى ألتقيه , وأحبه , وأتزوجه - كما أراد القدر - !
أما حينها فلم أكن أدرى شيئاً عن إرادة القدر بل ذهبت لرغبة ملحة بداخلى وهى ؛ كتابات سلمى ..!
صباح الخير أولاً . أنا سليمى رزق . تلك الصغيرة التى أحبت أختها كثيراً وتمنت ذات يوم أن تكون هى ,
أنا الآن أحضر قهوة الصبح لزوجى ومنقذى الرائع : عدنان .
تسألنى لماذا ذهبت وقتها إلى معرض الكتاب بحثاً عن عدنان الذى لم أكن أعرفه قبلاً ؟
سأروى لكم قصتنا ؛
قصة الفتاة ذات السادسة عشر عاماً والبطل الأسطورى الذى أتى من بيروت كى يحملنى على ظهره ويجعل لى أربع أرجل وأربع أيادٍ وقلبين , فلقد أعطانى كل شىء حتى أننى لم  أستطع أن أظهر له إمتنانى . لكننى طلبته للزواج !
- عندما توفى أبى اعتادت شيطانتى الجميلة أن تكتب الكثير , قصص , خواطر , روايات , وكانت تغضب كثيراً إن قرأها أحد وكان مصير معظم تلك الكتابات الصغيرة ؛ إلقائها بيد سلمى نفسها فى سلة القمامة ,
 لكننى كنت من أشد المعجبين بها , فكنت دائماً أفتش القمامة وأجمع كل كتابات سلمى وأحتفظ بها ولا أدرى ماذا سأفعل بها , لكننى كنت أشعر أنها ذات أهمية كافية أن تحفظ لا أن تلقى هكذا !
وعندما أتممنا السادسة عشر , قد لاحظت أن كتابات سلمى قد نضجت كثيراً وأصبحت رواياتها بنظرة واقعية ككاتبة محترفة فقررت أخيراً ألا أستردها كعادتى من سلة القمامة , بل سأسرقها هذه المرة !
قررت أن أسرقها جميعاً واحدة تلو أخرى , وعندما رأتنى جدتى أول مرة أفتح مكتب سلمى وأخبىء القصص فى مكتبى ؛ نهرتنى بشدة وسمعتها سلمى ومن يومها وهى تنادينى بالسارقة !
حقيقةً , لم تكن سلمى تبالى أن أسرق كتاباتها لكنها فقط  كانت تجمع كافة الأدلة الكونية كى تكرهنى أكثر !
بالإضافة أنها لم تعترف يوماً بما تكتب . بل كانت فقط تفرغ على الورق شحنات غضبها الذى لا يسكن ,
وأنا أيضاً لم أكن أبالى بكونى السارقة فى نظر جدتى وسلمى . كان فقط هدفى الوحيد هو إنقاذ تلك الأوراق الوحيدة !!!
فى تلك الأوقات قرأت عن صحفى كبير من بيروت , يأتى إلى مصر مرة كل عام ليكتشف المواهب الحقيقية من بين المؤلفين الجدد , لذا وضعت نصب عينى أن أقابله ...

استيقظت باكراً بينما كانت سلمى نائمة لتوها , وأخذت معى حقيبة بكل القصص والروايات التى كنت أقوم بجمعها من خزانة سلمى على مر السنين , وذهبت مباشرة إلى المعرض ,
أين الصحفى عدنان الأمين ؟ أين هو ؟ هل تدلنى عليه ؟ فى أى صالة هو الآن ؟ مع أى كاتب يجرى حواراً الآن ؟ لا يمكن أن أفقده هذه المرة ويعود إلى بيروت بدون أن يقرأ ما جلبت معى ؟ أين هو ؟؟؟؟؟؟
ها هو ذا . أخيراً وجدته ....!!!!
كان معطفه يشبه المعطف الذى يرتديه فارس أحلامى الساكن فى خيالاتى , ربما بسبب عينيه اللامعتين , أو صوته , لا أدرى ولكن , ربطتنا أنا وعدنان صداقة قوية للغاية منذ تقابلنا أول مرة ,
أذكر أننا منذ اللحظة الأولى لم نشعر أبداً بفارق العمر , ولا بما يجرى بالمعرض , جلسنا نتحدث طويلاً , ونحتسى قهوتنا , شعرت أننى منه وهو منى , سألنى حينها بعد حديث دار سبعة ساعات :
لماذا تكبدتى كل هذا العناء , واحتملتى صفة سارقة , واحتملتى المسافة , والزحام , فقط لتساعدى سلمى فى نشر مؤلفاتها ؟
فأجبته :
لعلها يوماً تجد ذكرى بيننا جيدة , فتستسلم وتسامحنى , أو لعلها تنظر لوجهى مرة وتبتسم !
كان عدنانى دافئاً ملهماً عوناً وسنداً منذ اليوم الأول ,
بعد شهر فقط نشرت الرواية الأولى لسلمى ....
لم تكن سلمى على علم بنشر روايتها فلقد أعتنى بها عدنان وحده من تجميع وتصحيح ونشر ,
وعندما ظهر عدنان فى أول لقاء تليفزيونى بعد صدور الرواية , وسئل عن سبب إختياره لسلمى ككاتبة هذا العام الذى أختارها دوناً عن باقى المؤلفين الجدد من المعرض ؟
قال عدنان : سأخبركم بإعتراف وإهداء فى آن واحد ؛
أما الإعتراف ؛ فإن سلمى كاتبة ذات بريق خاص ,  بريق الحزن والواقعية , سلمى مميزة سواء كانت إنسانة أو كاتبة , وبرغم صغر سنها إلا أن روايتها قد أقتحمته منذ اللحظة الأولى ...
أما الإهداء فقال : " إلى سليمتى . ذات العينين الرائعتين . أراكِ الآن تبتسمين  وتتمتمين هامسة : لقد وضعنا سلمى فى مأزق لا مهرب منه وقمنا بنشر الرواية وها هى ستستيقظ تجد روايتها أخيراً قد عرفت النور وعرفها , فلا ضير حتى وإن ضربتنا الآن بالعصا ,
لكن يا صغيرتى سليمى سأتحمل عنكِ العصا وأعانقك وأخبركِ أننى أحبك ..."
           
- ماذا فعلت جدتى وسلمى حين علما بالأمر ؟
إبتسمت سلمى بهدوء , وكأنها شيطان تائب قد ترقى لرتبة ملاك ,,وهمست بصوت لا يسمع إلا بمسافة قرب شبراً : شكراً لكِ ولصديقكِ الصحفى السخيف الذى يعلن حبه لكِ على التلفاز !
بالطبع لم أصدق أنها شكرتنى !!!
- أما جدتى فحين علمت بالأمر بكت , وقالت :
الحمد لله الذى يجيب الدعوات . ويقبل الصلوات !!!!!


                                                ...يتبع...


مرسلة بواسطة Unknown في 2:12 ص ليست هناك تعليقات:
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest

الخميس، 12 أكتوبر 2017

سأصلى لأجلك ♡

سأصلى الليلة من أجلنا معا . من أجل أحلامنا المؤجلة . من أجل لقاءنا الذى لم نلتقيه منذ حين . من أجل عينى صغيرى المتعبة . من أجل تلك الأربعة أعوام . من أجل كل تلك الفصول المتغيرة التى لم امنحك فيها دفئا يليق بقلبك الطاهر يا صديقى ، 
سأصلى اليوم من أجل رفيقى البعيد . عله يقترب ♡
مرسلة بواسطة Unknown في 1:01 ص ليست هناك تعليقات:
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest

الاثنين، 9 أكتوبر 2017

"Mary Kom حين ترتدى الأم ذى الملاكمة "

"Mary Kom "
- حين تنافس المرأة بقوة فى حلبة الملاكمة فى الصباح .. وتنافس برحمة وحب فى البيت مساءً
                                              ..........
Mary Kom هو إسم فيلم من بطولة النجمة : بريانكا شوبرا وقد تم عرضه عام 2014 ,
ويحكى عن بطلة  الملاكمة Mary التى ولدت بالهند ببلدة " مانيبور " عام 1983 , وتعتبر من أهم مصادر الفخر والإلهام للكثير من فتيات الهند , وهى اللاعبة الوحيدة فى العالم التى تمكنت من الحصول على ميدالية ذهبية فى 6 بطولات عالمية .
                                       ...................
- وضح الفيلم قصة حياة Mary منذ نشأتها فى قرية مسيحية بالهند وكيف أحبت الملاكمة حبا كثيرا برغم أنها كانت وقتها رياضة خاصة بالرجال وحسب , ولقد علمت أن والدها سيعارض ممارستها لتلك الرياضة معارضة شديدة فلم تصارحه بالأمر فى بادئه ,
وكانت لديها من العزم والعند ما جعلها تجبر مدرب كبير على تدريبها على تلك الرياضة وقبول تدريبها برغم كونها فتاة ,
ذات يوم اضطر والدها الفقير لرهن بقرته لحاجته للمال , وكان هناك فى المدينة رهان بين ملاكمى القرية من الرجال وذهبت Mary وتحداها أحدهم أن تصمد ل 15 ثانية وصمدت لأكثر من 45 ثانية وربحت الرهان , وحين طلبت المال الذى ربحته من مساعد هذا الملاكم , أخذ يماطل حتى جاء شاب ممن شاهدوا الرهان وساعدها للحصول على حقها وأصبحا صديقين من وقتها ,
بكثرة المثابرة والعزم والاجتهاد ربحت مارى بطولات محلية كثيرة ,  أما صديقها ذاك الشاب "Onler" مدرب كرة القدم فلقد أصبح رفيقها الدائم والمشجع الدائم لكل بطولاتها حتى تأهلت لبطولة العالم , وعندما علم والدها أحرق قفاز الملاكمة التى ترتديه وعنفها بشدة , وتحدت Mary كل تلك الظروف وأثبتت ذاتها وحصلت على ميدالية ذهبية كأول بطولة عالم تربحها فتاة هندية ,
وفيما بعد آمن والدها ببطولتها وإرادتها , وتوالت عليها الكثير من البطولات فحصلت على بطولة العالم فى الملاكمة لثلاث مرات على التوالى .

- بالطبع برغم من نجاح Mary  فى رياضة الملاكمة إلا أنها كأى فتاة هندية من قرية ذات طابع تقليدى , كان أكثر مايقلق والدتها هو الخوف على ابنتها من تأخر الزواج بسبب تلك الرياضة ,
 ومع كثرة الخاطبين لها ؛ لم يستطع صديقها الذى أعجب بشجاعتها وأحبها من النظرة الأولى إلا أن يعترف بمشاعره لها ويطلبها للزواج .

- من أجمل القضايا التى ناقشها الفيلم وأكثرها واقعية على الإطلاق وسلط عليها الضوء فى حياة Mary هى قصة زواجها حيث أنها عند قبولها للزواج من ذاك الشاب الذى كان دوماً عوناً لها وسنداً ومشجعا , عارضها مدربها بشدة وأخبرها أن الزواج ومسئولياته ستقتل أحلامها فى تلك الرياضة إلى الأبد ,
حقاً عند مشاهدة هذا الجزء من الفيلم أنتابنى القلق وأعتقد أن هذا القلق والتشوق قد أنتاب معظم مشاهدى هذا الفيلم ,
فقد كنت اتسائل هل مدربها على حق ؟ هل سيقتل الزواج كل الأحلام ويتركها أحلام جميلة معلقة على حائط الغرفة ؟ هل إذا وعد الزوج أنه لن يقتل أحلام زوجته ويساندها . هل ربما سيتغير هذا الوعد بواقع الحياة وكثرة المسئوليات ؟
كنت حقا أتسائل بشدة عما إذا كانت على حق باتخاذها لقرار الزواج فى أوج شهرتها أم كان عليها أن تكون أنانية قليلا وتجعله ينتظر فى خانة الصديق حتى تحقق كافة أحلامها ؟
ولكننى بصدق تمنيت حقا أن يكون المدرب على خطأ , فإنى لا أريد أن أصدق أن الكون كله معادلة , بل من المريح أيضا أن تكن هناك إستثناءات كالنجاح فى حلم الزواج والأمومة بجانب كافة الأحلام بالتوازى .
فلمَ دوماً علينا أن نختار بين أحد الحسنيين ؟
على كلٍ ,
فقد جاء الفيلم بمناقشة الواقع بحيادية رائعة . فلقد تزوجت Mary وفى وقت قصير اكتشفت حملها ومع فرحة الزوج وفرحتها إلا أنها كانت تفكر كثيرا بحلمها الناقص الغير مكتمل " حلم الملاكمة " وجاءت بتوأم وبالطبع كبرت المسئولية وابتعدت عن الملاكمة تماما , ومع جدالها مع زوجها حول تسرعها بالزواج إلا أنها رضت بالأمر الواقع وأزالت كل صور الملاكمة من غرفتها وتفرغت لرعاية طفليها , وبالطبع نسى الناس إسم Mary Kom وصورتها !
حسناً لقد أنتابنى اليأس قليلا عند هذا الجزء بالطبع !

- لكن ولأن الحياة استثناءات فليس الرجال سواء , كما أن النساء ليست سواء , وكما كانت Mary رائعة واستثنائية حين أختارت الحب والأمومة ,
فإن Onler أيضا كان زوج رائع واستثنائى وساند زوجته للرجوع مجددا برغم مافى الرجوع من عوائق , فتحمل مسئولية الأطفال وساندها للرجوع للتدريب مجددا , وكم كانت تلك المشاهد هى الأكثر دفئا على الإطلاق حيث أنها ليست كلاما حلوا يقال قبل الزواج , بل هى مراعاة زوج ولطفه مع زوجته فى أكثر مراحل ضعفها ويأسها مع كبر مسئوليته كمدرب لكرة القدم وكزوج وكأب وكمتحمل لمسئوليات الأم كذلك ,
 بل وكان لا يقوم بالعناية بالأطفال مع التذمر مثلا بل كان فى منتهى اللطف حتى أنه إذا جاء للطفلين باللبن , جاء به لزوجته أيضا وهى تقوم بالتدرب ..

- من الجميل أن نلقى الضوء هنا على المقدرة التمثيلية والنجاح الكبير الذى حققته  بريانكا شوبرا فى هذا العمل ؛
فلقد تطلب العمل منها مجهودا بدنيا كبيرا والتدريب لساعات طويلة للظهور بذاك الشكل الرائع لشخصية ملاكمة عالمية . كما أن الدور أدى إلى أن بريانكا تخلت عن شعرها فى بعض المشاهد فلقد حلقت شعرها فى فترة من الحياة كما فعلت البطلة الواقعية فى فترة من حياتها !

- وعلينا أن نلقى الضوء أيضا على دور المدرب هنا , فهو كالأب الروحى الذى خاف كثيرا على مستقبل ابنته الروحية التى شهد نجاحها خطوة بخطوة على يديه , وبالرغم من معارضته لقرار زواجها إلا أنه كأب روحى وقف من بعيد يشاهدها بثوب زفافها الأبيض ,
وحين عادت إليه تطلب المساعدة وقالت له : أنا أحتاجك الآن إعتبرنى إبنتك التى لديها طفلين وتطلب مساعدتك ,
جاء بالطفلين وقام بربطهما على ظهر الأم وقال : حين تصبح المرأة أم تصبح أقوى , ولكن عليها أن تقوم بمجهود مضاعف , فلنضاعف قوتنا كى تعودى Mary Kom ...

- جاءت الأدوار الثانوية فى الفيلم مختارة بعناية شديدة , كدور الأب والأم وصديقاتها فى الملاكمة وأعضاء اتحاد الملاكمة , كما أن فى حلبة الملاكمة تمت الاستعانة ببطلات ملاكمة حقيقيون !

- كان العمل على قدر كبير من الواقعية حيث تلقت Mary الكثير من الصعوبات فى مشوارها وحين عادت كانت تلك العوائق قد زادت للضعف ,
لكن بقدر استثناء المرء يكثر الشوك فى طريقه إلى الورد !

جاءت أخر بطولة فى الفيلم كعودة Mary لساحة البطولات العالمية وكان حينها طفلها يقوم بعملية ثقب فى القلب , فكانت شاردة الذهن وفقدت كامل تركيزها , وعندما نجحت عملية طفلها الصغير , نجحت Mary فى البطولة وحققت نجاحا عالمياً مذهلاً ,
مما جعل أعيننا تدمع , فإن إتصال قلب الأم بطفلها حق , وإن كانت الأم ملاكمة ,
 فعلاقة الأمومة قرب كالأنفاس بين قلب أم وأطفالها حتى وإن بعدت الأجساد ..!
                                             .............
وأخيرا من أكثر ما أحببت من حوار على لسان بريانكا فى الفيلم هو جملتها الدافئة :
 
" إن طلاء الأظافر حق لكل فتاة منذ ولادتها حتى وإن كانت ملاكمة "..فالأنثى ستظل أنثى مهما صارعت فى حلبات الرجال ,
والزوجة والأم يمكن حقا أن تكن إستثنائية وناجحة إن وجدت رجل إستثنائى يدرك ضعفها كأنثى ويخرج منها الكثير من الحب والنجاح ويراها دائما بما تخفيه وليس بما تبديه !


أنصحكم بالمشاهدة :) ..



 
















مرسلة بواسطة Unknown في 2:22 ص ليست هناك تعليقات:
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest

السبت، 7 أكتوبر 2017

" bois de rose color "

اللون ده اسمه "bois de rose color " من معنى اسمه انه لون خشبى وردى ، درجة اللون ده من درجات الموضة العالمية على مدار سنين طويلة ، لأنه من أرقى وأنعم درجات الألوان ، 
والدرجة دى من الدرجات المحببة جدا لقلوب البنات سواء فى اللبس أو الميكاب أو الديكور والإسم ده بنستخدمه على مجموعة متقاربة جدا من الدرجات وحاولت اجمع هنا صور على اد ما أقدر للون بدرجاته ♡ ..   




















مرسلة بواسطة Unknown في 3:14 ص ليست هناك تعليقات:
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest

الجمعة، 6 أكتوبر 2017

" Train To Busan "

" Train To Busan " أو " 부산행 " 
حين يكون العمل خيالاً كاملاً أشبه بحقيقةٍ كاملة
....

فيلم يقوم ببطولته الممثل الكورى " Gong yoo "
القصة :
 تحكى قصته عن رجل منفصل عن زوجته ولديه منها طفلة , يعيش مع والدته وطفلته , يعمل بمجال الاقتصاد وهو منشغل بعمله طيلة الوقت فليس لديه وقت على الإطلاق لابنته الصغيرة ,
أما طفلته فدوماً وحيدة حزينة ودائماً تطلب زيارة والدتها فى بوسان , وفى عيد ميلادها يأتى أبيها بهدية قد قدمها لها فى عيد ميلادها السابق أيضاً ولكن نظراً لانشغاله فهو لا يتذكر أنها ذات الهدية ,
فتبكى صغيرته وتطلب أن تسافر إلى والدتها فيضطر للقبول ويصطحبها إلى القطار للذهاب لبوسان ...
وهنا تبتدىء قصة الفيلم ؛ حيث ينتشر مرض معدى فى أنحاء كوريا الجنوبية كلها يحول الجميع إلى وحوش , وإحدى المصابين بهذا المرض تدخل إلى القطار , فيصبح القطار فى فوضى عارمة ويصبح القطار ملىء بالخوف والرعب , تستمر أحداث الفيلم فى مزيج من  الرعب والخوف والمشاعر التى تتولد بين أبطال الفيلم من ركاب القطار , وينتهى الفيلم بقدرة هذا الرجل على أن يوصل إبنته وسيدة أخرى إلى الأمان ,
فى حين أنه قد ضحى بنفسه فى سبيل ذلك ...!

- الفيلم هو تحدى رائع لصناع أفلام الرعب على مستوى العالم , فمع أنه قد يصنف ضمن أفلام " الزومبى " إلا أنه ملىء بمشاعر مختلفة ممتزجة مختلطة للغاية ,
تغيرت شخصية النجم " Gong Yoo " فى هذا الفيلم حيث أنه قد بدأ الفيلم كرجل بمشاعر باردة , منشغل دائما حتى عن زوجته وأمه وابنته الصغيرة ,
وبدأ التحول بمنطقية شديدة على مدار الفيلم حيث كان لا يبالى إلا بنفسه ولكن أحد الركاب قد أنقذ إبنته وأنقذه فعلمه درساً جديداً فى الشجاعة , ومن هنا بدأ يتحول من شخصيته الأنانية لشخصية أستطاعت فى أخر الفيلم أن يضحى بنفسه لأجل إنقاذ الأخرين ,
- من الجدير بالذكر هنا أن نتوقف قليلاً عند النجمة الصغيرة ذات إحترافية النجوم الكبار , التى قامت بدور الطفلة الصغيرة إبنة " Gong yoo " ,,,
" Kim
 su-an " تلك الصغيرة حقاً كانت من العناصر الأساسية لنجاح هذا العمل , فقد بدأت الفيلم بملامح تجعل المشاهد يدرك تماماً كم هى حزينة ووحيدة بعد إنفصال والديها , فلم تكن لديها الشجاعة لتغنى أمام زملائها فى المدرسة فهى دائما تنتظر والدها ولكنه لا يدرى كم تدربت على أغنيتها لتغنيها له , أما فى القطار فكانت شجاعة علمت والدها دروساً فى الإنسانية , أما فى نهاية الفيلم فكان مشهد بكائها لفقدان والدها الذى تحبه كثيراً ولا تستطيع أن تفارقه , كان مشهد حقا يدل على عبقرية متفردة يجعلنا نغمض أعيننا ونفتحها ونقول كيف لطفلة أن تؤدى دوراً بتلك الإحترافية ؟ !!!
وفى نهاية الفيلم كان لأغنيتها دوراً مهما .

- لا يستطيع من يشاهد هذا الفيلم ألا يتذكر ذلك الرجل الشجاع من ركاب القطار الذى قام بدوره الممثل " 
Ma Dong-seok " فهو رجل شجاع كان متوجه مع زوجته الحامل إلى بوسان وكان رجل شجاع استطاع أن يتحمل الكثير لمواجهة هذه العدوى والحفاظ على زوجته وباقى الركاب , ولكنه قد أصيب بالعدوى بينما كان يدافع لكنه وإلى نهاية دوره كان رائعا ؛
 بحيث يجعلنا ندرك أن هناك أبطال فى حياتنا نجهلهم ونظنهم أشخاص عاديين , ولكنهم فى لحظة خوف تعم الأرجاء يكونون وحدهم مصدر الأمان الوحيد !!!

- أما عن دور زوجته التى قامت به الجميلة "
Jung Yu-mi" فهى السيدة الحامل التى كتب لها النجاة مع الطفلة الصغيرة , وهى السيدة الشجاعة منذ بداية الفيلم وحتى النهاية , وهى التى لا تختلف عن زوجها فى الأخلاق ومراعاة الآخرين , وهى التى لا يمكن أن ينتهى الفيلم إلا ويرى المشاهد أنه قد وقع حقاً فى حب تلك الشخصية الجميلة .
-من ضمن عربات القطار كان هناك عربة كاملة للاعبى البيسبول وكان من نجا منهم
Choi Woo-shik و Ahn So-hee كانا من أهم أبطال هذا العمل , مما جعل المشاهد يتمنى لو لم يصيبهما المرض وتكتمل قصة حبهما التى يتنبأ بها المشاهد , لكن مشهد إصابتهما كان من المشاهد الرائعة الموجعة التى لا تنسى من هذا العمل ,
وكان من أهم مشاهد choi woo shik فى هذا الفيلم مشهد تجمعه مع أبطال الفيلم الرجال وهم يدافعون من أجل الوصول لأقاربهم وأصدقائهم ويقاتلون بقوة من أجل ذلك ,
وعندما دخلوا عربة أصدقائه ورأى كيف أنهم أصبحوا جميعاً وحوشاً لم يستطع أن يقاتلهم مما يجعلنا نشعر بصعوبة ما شعر به فى تلك اللحظة وهو وحيد يرى جميع أحبائه قد أصبحوا وحوشاً ,
وبالطبع مشهد نهايته حين أصيبت صديقته أيضا فترك نفسه لها بلا مقاومة ,
فما فائدة المقاتلة لأجل العيش بدون من نحبهم !

- ومن الأبطال اللذين لا ينسى دورهم أيضا هذا الرجل الفقير المجذوب الذى كان من ركاب القطار أيضا وكان يتهرب من دفع تذكرة القطار وكان من أهم أبطال العمل ,

وبالطبع كابتن أو سائق القطار وبطولته إلى النهاية والذى لم يتوانى لحظة عن تأدية عمله كسائق للقطار بشجاعة ونبل ,

والأختان اللتان لم ينفصلا أبدا طوال العمر واللتان أنفصلا على القطار لأول مرة فأختارت إحداهما أن تصاب هى الأخرى فقط لتجتمع بأختها مرة أخرى ,

ومن الأبطال المميزين أيضا والذى أدى دوره ببراعة لدرجة تجعلنا نكرهه حقاً ,
هو ذاك الرجل الأنانى الذى كان سبباً كبيرا فى إصابة معظم أبطال الفيلم وركاب القطار فقط بأنانيته ,
مع أنه هو الأخر كان يقاتل كل شىء فقط ليصل إلى أسرته بسلام ولكن طبقا لأنانيته فلم يتمكن من ذلك ولم يجعل أحد غيره يتمكن أيضا من النجاة ,
وهو الشر الأكبر فى هذا الفيلم , أكبر حتى من الوحوش فهو " آدمى بأنانية وحش " وكان هو السبب فى إصابة بطل الفيلم " Gong yoo " ,
مما يحيلنا إلى درس من أهم الدروس فلو أنه تخلى عن أنانيته قليلا لنجا هو ومن حوله , ولكن بالطبع أنانيته المفرطة كانت سبباً كبيراً فى خسارة كل شىء !!!

- أما عن مشهد النهاية فليس هناك الكثير يقال عنه ؛
 إلا أنه علامة مميزة فى تاريخ السينما الكورية خاصة والسينما العالمية عامة , ونقطة ضوء ستظل مضيئة فى تاريخ بطلنا المحبوب Gong Yoo دائما ...!

             ... شكر كبير من القلب لصناع هذا العمل والقائمين عليه ...




مرسلة بواسطة Unknown في 10:18 م ليست هناك تعليقات:
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest

" Kaabil "

"كاابيل  "
حين يصبح العمل دافئا حد الصخب , صاخباً حد الدفء
....
إسم فيلم قام ببطولته النجم الهندى : هريثيك روشان ,والجميلة يامى جاوتام ,

القصة :
القصة بإختصار تحكى عن رجل أعمى . عاش حياته كما يحب بمثالية وبشكل رائع ولم يوقفه عن هذا كونه أعمى , تعرف على فتاة مثله لا ترى , أحبها من النظرة الأولى برغم من كونه لا يراها , ذهبا معاً لدروس البيانو والرقص واتفقا على شكل منزل الزوجية وتخيلاه معاً ,
وإلى أن ينتهى تأسيس منزلهما , سكنا فى منزله الذى يعيش به وكانا زوجين فى منتهى السعادة والحب ,
وفى وسط فرحتهما كان هناك العديد من النفوس الفاسدة تترقبهما , وعندما كان الزوج الذى يعمل بمجال دبلجة أفلام الكارتون وتقليد الأصوات فى عمله ,
ذهب رجلان وأغتصبا زوجته الكفيفة ,
توالت الأحداث السيئة والظلم للزوجين مع رفض الشرطة الوقوف بجوارهما بحجة أنهما كفيفان وليس هناك دليل على كلامهما ,
مما أدى لتكرار ذات الفعل الظالم لزوجته ثانية فأدى ذلك لموتها منتحرة !!!
توالت الأحداث وقرر الزوج الكفيف أن يثأر لزوجته المسكينة بدون أن يترك خلفه أى دليل يعاقب عليه كما فعل هؤلاء المجرمين ,
وتمكن الزوج من الانتقام ونثر رماد زوجته بسلام فى نهاية الفيلم ...
صور الفيلم مدى الظلم الذى يتعرض له كل صاحب إعاقة فى مجتمعات أكثر إعاقة وظلما ,
فحين يتقبل المرء نفسه كما هو ويتعايش معها ؛ بدلاً من أن يسانده المجتمع ويساعده بل يظلمه ويستخدم ضده نقاط ضعفه ويستغله حتى النهاية

- لا شك أن النجم "هريثيك روشان"  فى هذا الفيلم قد تغلب على نفسه وأثبت نضوجه الفنى الذى يثبته يوماً بعد يوم وعملاً بعد عمل ,
فقد أدى دور الكفيف بنظرة الكفيف الثابتة ووجهه الباسم الذى يجعل قلب المشاهد ملىء بالمشاعر الجميلة حين أحب , وبنظراته البائسة المحطمة حين شعر أنه لم يستطع حماية زوجته وأنه حقا أسير للظلام , ونظرة الانتقام التى تجعل المشاهد متشوق لكل مشهد فى الفيلم ,
وبحركة يديه وانفعلاته مما يجعل المشاهد يشعر كما لو أنه يشاهد بطلا حقيقيا كفيفا لكنه بطل من الأساطير النادرة ,

- أما عن النجمة الجميلة ذات الملامح الملائكية "يامى جاوتام " فلا شك أنها قد حلقت بنا فى سماء وجهها الملائكى فى بداية الفيلم , ولا شك أيضا أنها تركت لنا غصة فى قلوبنا بسبب مشاهد تعذيبها أو انتحارها حتى بعد انتهاء الفيلم فمازالت تلك المشاهد عالقة فى عيون كل من شاهد الفيلم ,
لقد أدت دورها بإحترافية جديرة بالذكر بدءاً من زينة وجهها الهادئة أو ملابسها البريئة الرقيقة وإمساكها بيد زوجها لتلتقط منه أماناً لروحها , ونهاية بتغيير لون بشرتها وشحوبها بعد ما حدث ,
أما عن لقطة إنتحارها فهى اللقطة المثالية على الإطلاق تصويرا وتمثيلا وإخراجا ,

- المشاهد صدقا لن يمر بمرحلة ملل على الإطلاق فى هذا العمل مقارنة بالمناخ العام للأفلام الهندية عامة , فالفيلم أحداثه كلها تخدم القصة والمضمون وسريع النمط ومتجدد الحالة ولن يحدث أن يفقد المشاهد الشغف فى وسط الفيلم أو نهايته ,

- أما عن النقطة السلبية الوحيدة فى منظورى هى ظهور رقصة مبتذلة فى وسط الفيلم لشخصية ليس لها أى دور فى هذا الفيلم على الإطلاق , أما فيما عدا ذلك فلا أرى أى إسفاف على الإطلاق !

- من منظورى الخاص إن هذا الفيلم تمثيلاً و إخراجاً وكتابةً وحواراً وتصويراً  وأزياءً هو عبارة عن قطعة فنية تستحق العديد من جوائز 2017 ....







مرسلة بواسطة Unknown في 2:44 ص ليست هناك تعليقات:
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest

الخميس، 5 أكتوبر 2017

" صلاة لم تنفعنا " 2

- تلك غرفتى الجميلة , ذات الحوائط البيضاء التى لطالما أشعرتنى بنقاء لون الجنة ,, أما سلمى فتراها بلون القبور ,
على كلٍ ,,,
صباح الخير أنا سليمى رزق , وكعادة من يستمع لاسمى يظن أن " رزق " هو اسم أبى ,,,
وكعادتى أخبرهم آسفة أنه ليس كذلك !
فسليمى رزق هو اسمى حيث أقرن أبى اسمى بصفة " رزق " , فهو دوماً كان يرانى رزقه ونعمته من الله , ولذا انتقلت تلك العادة على ألسنة عائلتى وأصدقائى فأصبحت دائما " سليمى رزق " !!!
أما عن تلك الشيطانة الجميلة التى تشبهنى , فإنى حقا أحبها كثيرا , هى وجدتى فقط أخر من تبقى من عائلتى بالإضافة أنها تدهشنى كثيرا بحكاياتها المسلية وعفويتها التى تعجبنى كثيرا كثيرا ,
جميلتى سلمى واضحة للغاية ؛ حين تحب شىء فإن الكون كله يسعد كثيراً بصوت ضحكاتها المرتفعة , وإن أغضبها شىء كذكر أبى -رحمه الله- بالخير مثلاً , فحينها يعلم الكون أن الحرب العالمية الثالثة قد قامت فى منزلنا !!!
سلمى منذ توفى أبى كان لديها عادة غريبة مسلية ؛ كأن تستيقظ كل ليلة فى منتصف الليل تكتب ماتشعر به (وكعادتها تسبنى فى كافة دفاترها) :)
 تسألنى الآن كيف علمت أنا بهذا ؟
حسناً . لقد كنت أحياناً أتصنع النوم كى تطمئن أننى نائمة فتنطق ما تكتب , وكانت كثيرا ما تسبنى وتلعننى وتكره أننى توأمها المتطابق ,
ما الذى كنت أشعر به حين أستمع لذلك ؟
لا شىء . لاشىء حقاً غير أننى كنت أجد متعة كبيرة فى معرفة ما بداخل تلك الشقية ^^

- ذات ليلة استيقظت باكرا وحدى , فقررت أن أقتبس منها تلك العادة , ولم أدرى إلى الآن لمَ فتاة مثلى تكتب شيئا تافها قصيرا للغاية كهذا ولكننى كتبت حينها ؛
" أحب حقاً أن أكون سلمى "

......

بعد مرور 7 أعوام ,
.....
صباح الخير , أجل إنه صباح فى الحارات المجاورة , صوت بائع البطاطا ينادى كعادته , صوت ضجيج الشوارع بأطفال المدارس , صوت العصافير التى لا تخطىء يوماً نور الصباح ,
صوت جارتى العجوز التى نشرب معا كل صباح قهوتنا , ونتحدث معاً عن الوحدة والمرض ومن سيشترى لنا الخبز والدواء حين لا يتحملنا الأحفاد ويُخضِع العمر أجسادنا كما أخضع تجاعيد وجوهنا ؛
لكن تلك الجارة العجوز هذا الصباح مختلفة قليلا , صوتها هنا , لكنها لا تحادثنى , ولا تحتسى معى القهوة , إنها الآن تبكى ...
أنا أدرك جيداً أنه صباح مختلف , فهو يرتدى ثوب ليل بلا نجوم فى منزلنا الصغير !
- أجل . أجل . أجل أنا الجدة ...
أنا الآن بصحة جيدة لا تقلقوا , فقط ألتف فى ثوب أبيض لطالما توجزت منه خيفةً لكننى الآن أراه واسع ومريح للغاية ,
يقولون حولى أننى الآن قد حدث . وأصبحت ميتة !!!
ليس لدى وقت لأسرد الكثير , لكن الفترة الأخيرة كنت سعيدة للغاية , كنت أرى حفيداتى الجميلات سلمى وسليمى قد نضجتا كثيرا وأصبحتا أقرب فى الروح وليس فقط فى الشكل ,
سلمى لم تعد تغضب منى حين أخطىء وأناديها بسليمى , وسليمى لم تعد تسرق مجددا شيئا من خزائن سلمى ,
فى تلك الفترة انشغلت سلمى بكتاباتها وانشغلت سليمى بكاتبها الصحفى المفضل ...

أما عن ذلك اليوم ؛
لم يحدث شىء مختلف عن كل ليلة فقد أستيقظت فجراً أصلى وأدعو , واستيقظت سلمى ونظرت إلىَّ وأنا أصلى , ثم أتت وعانقتنى وذهبت وقبلت أختها النائمة , وذهبت للشرفة تكتب كعادتها كل صباح ,
وحين استيقظت سليمى كنت أخبرها كم أنا سعيدة بشفاء أختها من داء الكره الذى أعتاد أن يسكنها بالماضى . فكم أصبحت حنونة ومتفهمة وتحب سليمى كثيرا ,
قابلتنى سليمى بوجه مبتسم وأعين غاضبة دامعة ,
وقالت : " بل كانت سلمى تعرفنى جيداً حينها , والآن لأنى أصبحت أجيد إخفاء قلبى ؛ أصبحت سلمى تحبنى يا جدتى "
فقلت : كيف ؟
قالت : هكذا وحسب !
تسالنى إن كنت قد رأيت سليمى بهذا الوجه من قبل ؟
حسناً . لقد ارتجف قلبى حينها ولكن قليلا , فأنا أعرف قلب صغيرتى سليمى الدافىء , من المؤكد أن هناك ما يشغلها ولكنها لا تقصد شيئا سيئا أنا أعلم هذا جيدا ...
لا اتذكر ما حدث بعدها بدقائق , ولا اتذكر من منهما التى رأيتها فى لحظتى الأخيرة , ولا أتذكر كيف أنتهى بى الحال هكذا ... ميتة !
حقيقة ؛
لا أريد أن يذكر أحد شيئا مما حدث . لا ترهقوا أنفسكم بمعرفة سر موتى فأنا عجوز كان الموت سيأتيها على أى حال ,
فقط سأرحل بسلام ..
ويكفينى أننى الآن مغمضة العينين ولكننى أشعر بسلمى وسليمى واقفتان هناك , ممسكتان يد إحداهما الأخرى ,
فلقد تقبل الله صلاتى ..........
                               


                                                             ... يتبع ...
مرسلة بواسطة Unknown في 9:07 م ليست هناك تعليقات:
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة على X‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest
رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية
الاشتراك في: الرسائل (Atom)

من أنا

Unknown
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

أرشيف المدونة الإلكترونية

  • ◄  2018 (5)
    • ◄  مارس (5)
  • ▼  2017 (12)
    • ◄  ديسمبر (3)
    • ▼  أكتوبر (8)
      • من أنوار الأئمة ...
      • " صلاة لم تنفعنا 3 "
      • سأصلى لأجلك ♡
      • "Mary Kom حين ترتدى الأم ذى الملاكمة "
      • " bois de rose color "
      • " Train To Busan "
      • " Kaabil "
      • " صلاة لم تنفعنا " 2
    • ◄  سبتمبر (1)
المظهر: سماوي. يتم التشغيل بواسطة Blogger.